بيت من الشعر ابلغ من قصيدة !!
بعد التحيـــــــــــة والسلام :-
هناك في موروثنا الأدبي:) ابيات من الشعـــر تزن قصيــــدة بل وتشتمل على كل المعانـــي .؟
ومثل هذا قول السموءل الغساني:
وإن هو لم يحمل على النفـس ضيمها ** فليـس إلى حسـن الثنـاء جميـل
فإن هذا البيت قد اشتمل على مكارم الأخـلاق جميعها ، من سماحة وشجاعة وعـفة وتواضـع
وحلم وصبر وغير ذلك،،،
فإن هذه الأخـلاق كلها من ضيم النفس !! لأنها تجـد بحملها ضيماً ، أي مشقة وعناء ،،،
فنجد في البيت إيجاز قصـر تتضمن ألفاظه محتملات كثيرة !!
وقد أخذ عنه هذا أبو تمام في قوله:-
وظلمت نفســك طالباً إنصافها ** فعجبت من مظلـومة لم تظلـم
فمعنى قوله "ظلمت نفسك طالباً إنصافها":
ظلمت نفسك بأنك أكرهتها على مشـاق الأمـور ، ثم إنك مع ظلمك إياها قد أنصفتها !!
لأنها جلبت لها أشياء حسنة تكسبها ذكراً جميلاً ومجداً ،،،
فأنت منصف لها في صورة ظالم !!
ومعنى قوله "فعجبت من مظلومة لم تظلم":
أنك ظلمتها وما ظلمتها، لأن ظلمك إيـاها أدى إلى ما هو جميل حسن ،،،
ومثل ذلك قول الشاعر:
ألمّت فحيّت ثم قامت فودّعـتْ ** فلما تولّتْ كادتِ النفس تزهق
وعن هذا البيت قال حُذّاق الكلام:
"أنه أجمع للمعاني قالته العرب" !!
فهذا البيت الواحد قد عبر عن معاني كثيرة بجمل معدودة ،،،
ونرى أن معناه هو:
ألمت بنا فحيتنا ، ثم قامت فودعتنا ، فلما تولت عنا كادت النفس منا تزهق !!!
فبراعة البيت يتجلى في تمكنـه من حملنا على معاينة الموقف وكأنه قصة قصيرة ذات أحداث
متتـالية ؛ ابتدأت ببداية لطيفة ثم مرت بأحـداث جاءت مع النهاية بيانها ،،،
فالبيت يحوي على إيجاز حذف ؟ من حذف المفعول به والجار والمجرور ، إلى جانب أن فيه إيجاز
قصر بتضمين عباراته القصيرة لمعاني كثيرة ،،،
قرأتم هاتين الكلمتين :-
إيجاز قصـر ؟؟
وإيجاز حذف ؟؟
فمن يتفضل بتعريفنا عن إيجاز القصر وكيفيته .؟
وإيجاز الحذف وكيفيته .؟
انا سأتفضل واكفى المؤمنين شر البحث والمشقة:)
إيجاز قصـر هو الوجيز بلفظه.
قال الشيخ بهاء الدين: الكلام القليل إن كان بعضًا من كلام أطول منه فهوأجاز حذف وإن كان كلامًا يعطي معنى أطول منه فهوإيجاز قصر.
وقال بعضهم: إيجاز القصر هوتكثير المعنى بتقليل اللفظ.
وقال آخر: هوأن يكون اللفظ بالنسبة إلى المعنى أقل من القدر المعهود عادة وسبب حسنه أنه يدل على التمكن في الفصاحة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم أوتيت جوامع الكلم وقال الطيبي في التبيان: الإيجاز الخالي من الحذف ثلاثة أقسام أحدها: إيجاز القصر وهوأن تقصر اللفظ على معناه كقوله {إنه من سليمان} إلى قوله {وائتوني مسلمين} جمع في أحرف العنوان والكتاب والحاجة ،،،
وإيجاز الحذف: إيجاز التقدير وهوأن يقدر معنى زائد على المنطوق ويسمى بالتضييق أيضًا وبه سماه بدر الدين بن مالك في المصباح لأنه نقص من كلام ما صار لفظه أضيق من قدر معناه نحو فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف أي خطاياه غفرت فهي له لا عليه هدى للمتقين أي الضالين الصائرين بعد الضلال إلى التقوى ،،،
ولكم التحيــــــــــــة ،،،
والسلاااااااااااام ...
..
